حوار أديان

جر كلام

جر كلام


هذا الموضوع ما هو إلا فتح لبعض المواضيع التى يمكن أن نتكلم فيها من خلال هذه المدونة فى الفترة القادمة بإذن الله..


عوامل الخلاف بين المسلمين والمسيحيين:
نجد أن الخلاف بين المسلمين والمسيحيين نتيجة لعدة عوامل منها:
1-  سوء الحالة الإقتصادية حيث أصبح كل شخص ينظر لما فى يد الآخر.. فينظر المسلمون لما يمتاز به المسيحيون فى مصر بغض النظر عما يصيبهم من سوء.. وينظر المسيحيون لما يمتاز به المسلمون فى مصر بغض النظر عما يصيبهم من سوء.. المسيحيون يرون أنهم الأقلية المظلومة نتيجة دعاء بعض الشيوخ المسلمين عليهم وإتهامهم بالكفر.. وأن الحكومة لا تسمح لهم بإنشاء الكنائس حتى ولو كان المسيحيون هم الذين سيبنوها على حسابهم.. وعدم عرض التليفزيون أى أفلام أو برامج مسيحية.. والمسلمون يجدوا عدم وجود صيانة دورية لمرافق المساجد.. وعدم وجود حارس أمن أمام كل مسجد كالذى يجلس أمام كل كنيسة.. وقرارت حكومية تخشى على الأقباط خوفاً من أمريكا بمعنى أن الأقباط فى مصر تحميهم أمريكا. فى النهاية نجد أن الطائفتين يشعران بالإضطهاد نتيجة شعور سئ يسود بينهم..
2- الإضافة إلى التدخل الأمريكى فى شئون الأقباط فى مصر مما جعل المسلمون يشعرون بإستقواء المسيحيون بأمريكا.. ذلك التدخل الذى رفضه البابا كيرلس رفضاً قاطعاً حيث رأى أن هذا التدخل يضر بالمسيحيين أكثر من المسلمين.. وكان مما شجع أمريكا على هذا التدخل وجود أقباط المهجر هناك حيث كانوا يثيرون أمريكا ضد النظام المصرى بحجة أن المسيحيين مضطهدون دينياً فى مصر..
3- هناك الكثير من علماء الدين الإسلامى يهاجمون المسيحيين بصورة مبالغ فيها وكأن من المفروض علينا أن نبيدهم من الوجود وهناك الكثير أيضاً من علماء الدين الإسلامى يدافعون عن حق المسيحيين فى العيش بسلام على أرض الوطن مثلما كان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يعيش بين الناس من مختلف الأديان (مسلمين ومسيحيين ويهود).
لا أنكر أن خروج الجماعات الدينية المتطرفة من السجون فى عهد السادات قد آثار جزء من هذه الفتنة حيث دعى بعض رجال هذه الجماعات لتكفير المسيحيين إلا أن العامل الإقتصادى كان له الأثر الأكبر فى زيادة مأساة الفتنة الطائفية.
- يقول النبى صلى الله عليه وسلم: ( ‏مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا)
- ويقول المسيح فى إنجيل متى: (أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم وأحسنوا إلى مبغضيكم)
يدعوا الأنبياء إلى السلام بين الأديان.. ونحن نكفر بعضنا البعض حتى ننشر الفتنة بيننا..
وكانت النتيجة النهائية فى النهائية كراهية من بعض المسلمين للمسيحيين وتكفيرهم لهم وكراهية من بعض المسيحيين للمسلمين وتكفيرهم لهم..


العلاج:
أما وقد عرفنا الآن سبب المشكلة الطائفية فإن العلاج هو تحسين الحالة الإقتصادية للمصريين بجميع طوائفهم وطبقاتهم الإجتماعية.. ورفض أى تدخل أجنبى فى الشئون المصرية.. كما أنه مطلوب ممن يطلقون على أنفسهم شيوخ بأن يعلموا بان الإسلام دين التصالح مع الآخر وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ذات علاقات جيدة مع الناس من مختلف الاديان وهناك إحدى الروايات التى تقول بأنه كان هناك يهودياً دائم الإيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رأى الرسول أن هذا اليهودى لم يظهر منذ فترة ولم يقم بإلقاء الأذى أمام بيت الرسول مثلما كان يفعل دائماً فذهب الرسول للإطمئنان عليه.. فإذا كان الرسول يفعل ذلك مع من يعاديه فما بالكم بما لا يعاديه؟؟ فيجب علينا أن نكفر الآخرين فعن عبد الله بن عمر -رضى الله تعالى عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما) متفق عليه
وحين نلتزم بالعلاج فحينها سيعود تدريجياً الوفاق بين طوائف وطبقات المجتمع المختلفة ويعود الصفاء من جديد..
مطلوب من المسلمين والمسيحيين أن يفهم كلاً منهما الآخر وأن يعرف كلاً منهما أن الإختلاف بين الدينين هو إختلاف حول المسيح وحول الله.. وما إذا كان المسيح بشر أو إبن الله.. أو ما إذا كان المسيح صلب أو لا.. وما إلى ذلك من إختلافات تخص المسيح والله وحدهما .. ولا تخص التعاملات بين الناس.. فإذا جلس مسلم مع مسلم أو مسيحى مع مسيحى فإنهما لن يتناقشا فى مثل هذه الأمور ولكن سيتناقشان فى أمور الحياة.. فلماذا عندما يجلس مسلم ومسيحى يتناقشان فى مثل هذه الأمور.. أهو رغبة للإختلاف فقط؟ .. فلماذا يكفر كلاً منهما الآخر؟؟
المطلوب هو فهم للآخر.. والتصالح معه..